العودة

استراتيجيات التدريس الفعالة 2024

استراتيجيات التدريس الفعالة تعتمد علي أهداف عمليتي التعليم و التعلم التي تنقسم إلى أهداف قريبة وأهداف بعيدة، أما الأهداف القريبة فعمادها إمداد الطلاب بـ (المعلومات) وما يتبعها من (مهارات) و (معارف)، أما الأهداف البعيدة، فهي كثيرة ومتعددة؛ ومن أهمها: غرس القيم الحضارية لدى الطلاب، وتنمية مهارات التفكير لديهم، وخاصة العليا منها، وإيجاد حلول غير مألوفة فيما يواجهونه من عقبات في الحياة . وهو ما يستلزم من المعلمين أن يستخدموا استراتيجيات تدريس حديثة كي تساعدهم على تحقيق تلك الأهداف البعيدة، وهو ما سنقدمه لهم هنا في هذا الدليل باختصار غير مُخلِّ وإيجاز.

تعريف الاستراتيجية التعليمية:

تعرف الاستراتيجيات التعليمية بأنها مجموعة متجانسة من الخطوات المتتابعة، يمكن للمعلم تحويلها إلى طرائق ومهارات تدريسية تلائم طبيعة المعلم والمتعلم والمقرر الدراسي وظروف الموقف التعليمي المتعلق بأسلوب توصيل المادة وتعلُّم التفكير والوسائل التي يتخذها المعلم لضبط الصف وإدارته، والإمكانات المتاحة لتحقيق هدف أو أهداف محددة مسبقًا؛ بالإضافة إلى الجو العام الذي يعيشه الطلاب، والترتيبات التي تساهم في عملية تقريب الطالب للأفكار والمفاهيم المبتغاة.

استراتيجيات التدريس الفعالة

تنقسم استراتيجيات التدريس إلى نوعين:

النوع الأول: استراتيجيات التدريس المباشر (التقليدية):

استراتيجيات التدريس الفعالة و التي من ضمنها إستراتيجية التدريس المباشر و الذي يعتمد على المعلم بشكل أساسي ومباشر في تقديم المعرفة بجميع أشكالها جاهزة للطلاب، ويوصف تعليم الطلاب وفق هذه الاستراتيجيات بأنه تعليم استقبالي، حيث يكون المتعلم في غالب الأحيان مجرد مستقبِل، أما المعلم فدوره الأساس هو السيطرة التامة على مواقف التعليم؛ من حيث التخطيط، والتنفيذ، والمتابعة، بينما يكون الطالب هو المتلقي السلبي . ووفق هذا النوع من التدريس يتركز الاهتمام على النواتج المعرفية للعلم؛ من حقائق ومفـاهيم ونظريـات.
ومـن أمثلة استراتيجيات التدريس المباشر:
• المحاضرة.
• الإلقاء.
• والعرض الشفهي.
• استخدام الكتاب النظري والعملي.
• حل الأسئلة.

المعالم الرئيسة لاستراتيجيات التدريس المباشر:

1- يسير التدريس وفق استراتيجيات التدريس الفعالة هذه في عدة مراحل: تقديم موضوع الدرس، يليه شرح /عرض من المعلم للمعلومات والمهارات المتضمنة في موضوع الدرس، ثم حل المتعلمين لأسئلة أو ممارستهم لتمارين بشكل جماعي، وأخيرًا ممارستهم لتطبيقات بشكل فردي ومستقل في الصف ثم في البيت.

2- توظف هذه الاستراتيجيات الفعالة خصيصًا لتدريس موضوعات الدراسة ذات الطابع المعرفي والطابع المهاري.

3- يلعب المعلم فيها الدور الرئيس في الصف؛ لذا يقال عن هذه الاستراتيجيات أنها: استراتيجيات متمركزة حول المعلم، ذلك لأن المعلم يكون مسئولاً بدرجة كبيرة عن العملية التعليمية بالصف فهو المنوط بها؛ إذ يتولى شرح المعلومات أو عرض المهارات على المتعلمين، ويطرح أمامهم التمارين والتطبيقات، ويزودهم بنتائج حلولهم لها؛ أي يوضح لهم أوجه الصواب أو الخطأ فيها.

4- يقاس نجاح هذه الاستراتيجيات بكفاءتها في تنمية تحصيل الطلاب للمعلومات أو المهارات محل التدريس، وليس بقدرتها على تنمية عمليات التعلُّم لديهم؛ مثل: (عملية التصنيف، المقارنة، التعميم، الاستنتاج، التحليل ونحوها). لذا يقال: إن هذه الاستراتيجيات تهتم بنتائج التعلُّم أكثر من كونها تهتم بعمليات التعلُّم.

5- يُعلَّم الطلاب من خلال هذه الطريقة المعلومات والمهارات، ولا يُعلَّمون – غالباَ- كيف يتعلمون هذه المعلومات والمهارات بأنفسهم.

النوع الثاني: استراتيجيات التدريس الموجَّه وغير المباشر:

هي استراتيجيات تعلُّم تتضمن تعليم الطالب كيف يتعلم؟ وكيف يتذكر؟ وكيف يفكر؟ وكيف يجعل عملية التعلُّم أكثر متعة؟ وهذا ما يشير إليه مفهوم التعلُّم مدى الحياة؛ بحيث تتحول عملية التدريس إلى عملية تعلُّم نشط وفعّال.
وانطلاقًا من هذه الاستراتيجيات يكون للمعلم دور نشط جديد يلعبه؛ وهو أن يكون “مُيَسِّرًا” لعملية التعلُّم، وموظِّفًا لكل إمكاناته وطاقاته في إيجاد وتعريف استراتيجيات تجعل الطالب أكثر استقلالية؛ بحيث يكـون نـشطًا متفاعلاً مشاركًا في عمليتي التعليم/ التعلُّم، ويمارس فيهما نوعًا من التعلُّم الذاتي أو التشاركي ، و هذا ما يجب تقوميه بشكل دائم لتتبع الآداء الخاص بالطالب.

متى تكون استراتيجيات التدريس فعَّالة؟

لا يعني ما تم ذكره آنفًا أن استراتيجيات التدريس الفعالة المباشرة غير مقبولة بالكلية أو غير فعالة, إذ إنه في الواقع يجب التمييز بين التدريس المباشر الفعَّال والتدريس المباشر غير الفعّال؛ فالتدريس المباشر الفعَّال يحقق نتائج جيدة, ويكون أفضل الطرق الممكنة في بعض الظروف كحالة أن يكون عدد الطلاب كبيرًا جدًا في الصف، وحينئذ يكون التعليم الجماعي هو البديل الوحيد المتاح، أو إذا كان المطلوب توصيل كم كبير من المعلومات أو المهارات للطلاب، في حين أن الزمن المخصص للتدريس ضيق، أو إذا كانت أهداف التدريس تتعلق بتعليم المتعلمين أساسيات المعرفة (مثل: المفاهيم, المبادئ, القوانين, النظريات) أو للمهارات الأكاديمية الأساسية، مثل المهارات الحسابية، أو كان غالبية المتعلمين من ذوي القدرات الأكاديمية المنعدمة.

ومن المعلوم أيضًا أن استراتيجيات التدريس التقليدية من الممكن أن تتحول إلى استراتيجيات حديثة عن طريق تطويرها؛ فمثلاً استراتيجيات الحوار والمناقشة من الممكن أن تكون مجرد طريقة تقليدية إذا كانت عبارة عن طرح بعض الأسئلة على الطلاب وتلقي الإجابات عليها من الطلاب بعشوائية ومن دون نظام، أما إذا كان السؤال والجواب هو وسيلة المعلم الرئيسة لإكساب تلاميذه المعارف، بحيث يوجه أسئلته بصورة تستفز المتعلمين للتعبير عما لديهم من معلومات، وتشجعهم للإجابة عليها، وتوجههم إلى مصادر التعلم المناسبة بما يحقق اكتشاف المتعلمين للمعلومات بأنفسهم؛ فإنها حينئذ تكون استراتيجيات حديثة؛ لأنها ستتحول إلى نوع من الاستكشاف أو الاستقصاء.

بمعنى آخر: إن المعلم حينما يعمل من خلال السؤال والجواب على إثارة تفكير طلابه في الاتجاه الذي يريده، ويوجههم لمعرفة جوانب الضعف والقصور في معارفهم، وإلى قيادتهم لاكتساب المعارف؛ فإنه في هذا الوقت يستخدم معهم استراتيجيات حديثة يدفعهم فيها من خلال الأسئلة، وبالاعتماد على خبراتهم الذاتية، إلى استكشاف أو استنتاج معارف جديدة. ومما سبق يتضح لنا أن استراتيجيات التعليم الفعَّالة هي التي لا تُسقط التدريس التقليدي وتلغيه، بل هي التي تُجَدِّده وتُنشِّطُه وتُمدُّه بالطاقة والفاعلية والحيوية عن طريق دمجه باستراتيجيات التدريس الحديثة.